لقد كان محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم) مفاجأة آخر الزمان، نبي عربي أمي أُرسل للناس كافه وخاتم الأنبياء والمرسلين، وبعده ينقطع خبر السماء ويبقى هذا الكتاب العظيم الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، سراجا وهاجا يشع نورا ليضيء ظلام الليل الحالك، ويهدي بني آدم إلى الصراط المستقيم، ويخرجهم من الظلمات إلى النور ،وينقذهم من مكر المغضوب عليهم ومن ضلال الضالين؛ ليفوزوا برضى الله وجنته.
نعم لقد اختار الله جل جلاله وتقدست أسمائه بعلمه وحكمته ومن فوق سبع سماوات اللغة العربية العظيمة؛ لتحمل كلامه ورسالته إلى الناس كافه حتى تقوم الساعة، وإن هذا لشرف لا يدانيه شرف وفضل ليس بعده فضل، وتقول بعض الدراسات اللغويه ان اللغه العربيه هي اصل كل اللغات على مر العصور وهي لغة أبينا آدم عليه السلام ولغه اهل الجنه.
“انا انزلناه قرانا عربيا لعلكم تعقلون”
كم أنتم محظوظون يا أمة العرب باختيار الله لكم؛ لحمل رسالته بعد أن أضاع بنو إسرائيل جميع الفرص التي منحها الله لهم فيما مضي، من يعقوب وحتى عيسى عليهم السلام، ولكم كانت خيبة أمل بني إسرائيل عظيمة عندما اختار الله محمدا (صلى الله عليه وسلم) العربي القرشي خاتما للنبين وسيدا للمرسلين؛ لحمل رسالته بعد أن كانوا على يقين تام بأن نبي آخر الزمان لن يكون إلا اسرائليا يهوديا.
نعم أنا عربي وأقولها بملء فمي، لا عصبية ولا تكبرا (لا سمح الله) ولكن هذه نعمة عظيمة من الله تقابلها مسؤولية كبيرة؛ فيكفيني فضلا أن أتكلم وأفهم العربية وأن أكون من أتباع محمد (صلى الله عليه وسلم) وفوق هذا كله أسمع وأفهم كلام الله دون الحاجه إلى ترجمان أو تفسير.
وسعت كتاب الله لفظاً وغاية
وما ضقت عن آي به وعظات
فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة
وتنسيق أسماء لمخترعات؟
أنا البحر في أحشائه الدر كامن
فهل سألوا الغواص عن صدفاتي
يا الله ما أعظم فضلك ورحمتك، والله إنني لأشفق على إخواني المسلمين غير العرب، ويؤلمني ما يفوتهم من إدراك كلام الله وتدبر آياته العظيمة، فمهما كان المترجم حاذقا وبارعا فإنه لن يستطيع أن ينقل البلاغة وجمال اللغة وعظمة الكلام ويكون الفاقد عظيما في الترجمة والتفسير ويفوتهم الكثير من إعجاز هذا الكتاب العظيم.
شهادة بعض المستشرقين المنصفين من غير العرب عن اللغه العربية
يقولون بأن فضل كلام الله على كلام سائر خلقه كفضله سبحانه على خلقه، ولن يستطيع غير العربي إلا الذي تعلم العربية أن يدرك الإعجاز اللغوي البلاغي العظيم ، الذي جاء به هذا القرآن، و تحدى الله به الخلق جميعا حتى تقوم الساعة. ولكن العرب أو المتكلمين العربية يستطيعون إدراك ذلك فهو جاء بلسانهم وهذا فضل عظيم ومسؤولية أعظم!!
“وكذلك انزلناه قرانا عربيا وصرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون او يحدث لهم ذكرا”
إن لله حكمة عظيمة عندما اختار أمة العرب من بين كل الأمم لحمل رسالته للناس كافه، وهذا من علمه جل جلاله بأن العرب هم أقدر الخلق على أداء هذه المهمه، رغم ضعفهم ووضاعة شأنهم بين الأمم في حينه، ولكن إرادة الله وحكمته سبقت ذلك، وبالفعل إن ما استطاع الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) أن يفعله هو وأصحابه من أمة العرب خلال عقدين ونيف من الزمن يعد أمرا عظيما يقر به الداني والقاصي والعدو قبل الصديق.
إن قدر هذه الأمه أن تحمل الرسالة إلى شعوب الأرض جميعا؛ ليخرجوا من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ،ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام وأن ما تمر به هذه الأمة من فرقتها وتراجعها وضعف صوتها وأثرها وتكالب الأمم عليها ما هو إلا سحابة صيف لن تدوم طويلا، فهذه الأمة لا تقوم إلا بالإسلام ولا يقوم الإسلام إلا بها، والذين حاولوا فصلها عن قدرها في حمل هذه الرسالة العظيمة قد فشلوا فشلا ذريعا وضاقت بهم السبل، وبشائر العودة قد بدأت تظهر في كل مكان ولن يستطيع أحد أن يقف في طريقها لأن هذا أمر الله وقدرنا.
نعم أنا عربي والحمد لله رب العالمين.